أخبار المركز
  • مركز "المستقبل" يستضيف الدكتور محمود محيي الدين في حلقة نقاشية
  • مُتاح عدد جديد من سلسلة "ملفات المستقبل" بعنوان: (هاريس أم ترامب؟ الانتخابات الأمريكية 2024.. القضايا والمسارات المُحتملة)
  • د. أحمد سيد حسين يكتب: (ما بعد "قازان": ما الذي يحتاجه "بريكس" ليصبح قوة عالمية مؤثرة؟)
  • أ.د. ماجد عثمان يكتب: (العلاقة بين العمل الإحصائي والعمل السياسي)
  • أ. د. علي الدين هلال يكتب: (بين هاريس وترامب: القضايا الآسيوية الكبرى في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024)

محددات التأثير :

دور الإعلام الدولي في تشكيل الصورة الوطنية

20 نوفمبر، 2022

محددات التأثير :

استضاف مركز "المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة"، الأستاذ ضياء رشوان، رئيس مجلس إدارة "جائزة الإعلام العربي، رئيس هيئة الاستعلامات المصرية، والمدير الأسبق لمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، للنقاش حول الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام الدولية في تشكيل الصورة الوطنية للدولة، وآليات إدارة العلاقة مع تلك الوسائل بما يضمن بناء علاقة فعالة، قائمة على الفهم المتبادل والابتعاد عن الصور الذهنية السلبية والمغلوطة التي يتم تداولها في بعض وسائل الإعلام الدولية. 

اعتبارات أساسية

سلط رشوان الضوء على عدد من الأبعاد المتعلقة بتشكيل صورة الدولة الإعلامية، ومدى تأثرها بتغطية وسائل الإعلام الدولية، والتي يمكن إجمالها على النحو التالي:

1- التباين بين الإطار النظري والواقع: هناك إطار معرفي أكاديمي يحدد الأطر النظرية للصورة الوطنية للدولة، ومناهج دراستها، وأبعادها المختلفة، خاصة التي تركز على الجوانب ذات الصلة بالأبعاد السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، غير أن الواقع العملي أكثر تعقيداً، وربما يختلف بشكل ما عن الأطر الأكاديمية. ويحتاج التعامل مع بناء الصورة، وتأثيرات وسائل الإعلام الدولية عليها، أطر عملية تأخذ في حساباتها عدة اعتبارات تتجاوز النهج الأكاديمي النظري. 

2- ظرفية التركيز على الجوانب السلبية: رغم أن البعض يعتقد أن هناك حملات سلبية تستهدف صورة الدولة الوطنية، فإن الواقع والتجارب العملية لا يدعمان هذا الطرح، فتسليط بعض وسائل الإعلام الدولية الضوء على جوانب سلبية بدولة معينة، لا يرتبط بالضرورة بسياسات الدولة التي تنتمي لها وسائل الإعلام، بينما يرتبط ذلك باهتمامات وتوجهات وسائل الإعلام ذاتها، وهذا يظهر بشكل كبير في اهتمام وسائل الإعلام الأمريكية بقضايا الحقوق والحريات، وذلك توافقاً مع توجهاتها الليبرالية. 

على الجانب الآخر، عادة ما تظهر تلك الحملات الإعلامية تزامنا مع أحداث ومناسبات معينة، وليس بصورة مستمرة. وهذا لا ينفي، كما أوضح رشوان، أنه في بعض الحالات تستهدف وسائل الإعلام الدولية شن حملات إعلامية تركز على بعض الجوانب السلبية، بشكل متعمد. 

3- محدودية التأثير على المصالح بين الدول: رغم الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام الدولية في بناء الصورة الوطنية، فإن هذا الدور أكثر تأثيراً على دوائر النخبة والرأي العام، بينما لا يؤثر على العلاقات بين الدول. فالعلاقات بين الدول تحكمها المصالح المشتركة بالأساس وليس مجرد انتقادات إعلامية. غير أن وسائل الإعلام الدولية غير مملوكة في الغالب من الحكومات، بل أن بعض الانتقادات التي توجه لبعض الدول تكون مدفوعة بحسابات السياسة الداخلية، وتوجيه انتقادات لسياسات بعض المسؤولين الغربيين. 

4- أهمية تعزيز الايجابيات: هناك قاعدة رئيسية في التحرك لبناء الصورة الوطنية للدولة، أو العمل على تعزيزها، تتمثل في ضرورة تعزيز الإيجابيات في تجربة الدولة، سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي، وذلك بغض النظر عن مدى تأثير وسائل الإعلام الدولية، فالعمل الدائم على تحسين وتطوير الظروف الداخلية، سوف ينعكس بدوره على تناول وسائل الإعلام الدولية.

الانخراط الفعال

أما عن كيفية التفاعل مع وسائل الإعلام الدولية وتحسين الصور الذهنية، فقد أشار رشوان لعدة نقاط، على النحو التالي:

1- قياس الصورة الوطنية: من الضروري عند الحديث عن الصورة الوطنية للدول، أن يكون هناك نهج علمي مدروس لرصد وتحليل واستشراف هذه الصورة وأبعادها المختلفة، وذلك من خلال رصد وتحليل التناول في وسائل الإعلام الدولية، وقياس مستوى التركيز على أبعاد الصورة المختلفة، السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وقياس مستوى الجوانب السلبية في التناول الإعلامي، وكيف تبرز وسائل الإعلام جوانب الصورة المختلفة، ومن المهم أن يكون هذا القياس على مدى زمني طويل، يسمح بفهم أبعاد الصورة الراسخة، بعيداً عن الانطباعات الوقتية المرتبطة بأحداث طارئة. 

2- خطة وطنية استراتيجية: من الضروري أن تضع الدول استراتيجية لصورتها الوطنية، تهتم بتعزيز الجوانب المختلفة في هذه الصورة، وتنويع التركيز على الأبعاد الإيجابية كافة في هذه الصورة، خاصة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وكافة الجوانب المرتبطة بالقوة الناعمة للدولة. 

3- الاعتماد على آليات الاتصال والتواصل: أوضح رشوان أن تعزيز الصورة الوطنية للدول يحتاج إلى زيادة الاعتماد على آليات الاتصال والتواصل، والتي من بينها شركات العلاقات العامة، مشيراً إلى أن التحرك في الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية، لا يمكن أن يتم بشكل فعال وكفء من دون الاعتماد على شركات العلاقات العامة، ومن الضروري عند التعاقد مع تلك الشركات أن تكون رسائل الاتصال والتواصل التي يجب التأكيد عليها في التحرك الإعلامي واضحة جداً. 

4- التفاعل المباشر مع وسائل الإعلام الدولية: يرتبط جانب رئيسي من بناء الصورة الوطنية، بضرورة التفاعل المباشر مع مراسلي وسائل الإعلام الدولية المعتمدين في الدولة التي تسعي لتعزيز صورتها، وتقديم المعلومات الدقيقة والسريعة لهم، وأن يكون هذا الاتصال والتواصل مستمراً وبشكل دوري. 

الإعلام بديلاً للتنظيم 

في ختام حلقة النقاش، ورداً على أسئلة خبراء وباحثي المركز، تطرق رشوان إلى أنماط توظيف الجماعات الإرهابية، مثل جماعة الإخوان المسلمين، للإعلام. وفي هذا الإطار، أشار المتحدث إلى أنه بعد الهزة العنيفة التي تعرضت لها جماعة الإخوان المسلمين، وتراجعهم في المحطات الرئيسية لهم في المنطقة، ركزت الجماعة على نهج التحريض الإعلامي وحملات التشوية ضد الأنظمة القائمة، حيث تراجعت قدرة التنظيم على تجنيد عناصر جديدة، أو تحريك الشارع، في المقابل تعتمد الجماعة على الإعلام (وليس التنظيم) للترويج لأفكار مغلوطة، تشوه بها صورة الدول المستهدفة، وتكرر تلك المعلومات الزائفة أملاً في ترسيخها في المجتمع، وتعتمد الجماعة في خطابها على دائرة ضيقة ومغلقة من المصادر، غير القابلة للتوسع أو التجديد.